arita عضو متقدم
الابراج : عدد الرسائل : 106 تاريخ الميلاد : 01/04/1997 العمر : 27 نقاط : 280 تاريخ التسجيل : 20/01/2009
| موضوع: || فضل العلم و العلماء || الأحد مايو 10, 2009 2:48 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علَّم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ، والصلاة والسلام على المعلِّم الأول - ، وعلى آله وصحبه وسلم, أما بـعـد :
فقد أثنى الله عز وجل على العلم وفضّله ، ومدح العلم في كثير من آي القرآن الكريم ، ويكفي أنه" قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته سبحانه فقال : (شهدَ اللهُ أنَّه لا إله إلا هُو والملائكةُ وألوا العلمِ ) وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام"(1) فاستشهد سبحانه بأجلِّ مشهودٍ عليه : وهو توحيده ، وثنّى بملائكته ، وثلّث بأولي العلم ((وهذا يدل على فضل العلم و أهله من وجوه:
أحدها : استشهادهم دون غيرهم من البشر.
والثاني : اقرانُ شهادتهم بشهادته.
والثالث: اقرانها بشهادة ملائكته.
والرابع: أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم ؛ فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدولَ ، ومنه الأثر المعروف عن النبي -صلى الله عليه وسلم - ( يحمل هذا العلمَ من كل خلفِ عدولُه ؛ ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين )) ، و هذا الحديث مرسل، لكن روي موصولا من طريق جماعة من الصحابة، وصحح بعض طرقه الحافظ العلائي وقال محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة: رأيتُ رجلاً قدم رجلاً إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي ، فادعى عليه دعوى ، فسأل المُدعى عليه ؟ فأنكر ، فقال للمُدعي:ألك بينةٌ ؟ قال : نعم ، فلان وفلان ، قال: أما فلان فمن شُهودي، وأما فلان فليس من شهودي ، قال: فيعرفُهُ القاضي ؟ قال:نعم ، قال: بماذا ؟ قال : أعرفهُ بكتب الحديث ، قال: فكيف تعرفهُ في كتبِهِ الحديث ؟ قال : ماعلمتُ إلا خيراً ، قال : فإن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : (( يحمل هـذا العلم من كل خلفِ عدوله )) ، فمن عدله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى ممن عدلتهُ أنت ، فقال :قم فهاتهِ ، فقد قبلتُ شهادتهُ.
الخامس : أنه وصفهم بكونهم أُلي العلم ، وهذا يدل على اختصاصهم به ، وأنهم أهلهُ وأصحابهُ ، ليس بمُستعارٍ لهم.
السادس: أنه سبحانهُ استشهد بنفسه وهو أجل شاهدٍ ، ثم بخيار خلقه : وهم ملائكتهُ والعلماءُ من عبادهِ ، ويكفيهم بهذا فضلاً وشرفاً.
السابع : أنه استشهد بهم على أجل مشهودٍ به وأعظمهِ وأكبرهِ ، وهو أن لا إله إلا هو ، والعظيمُ القدر إنما يستشهدُ على الأمر العظيم أكابر الخلق وساداتِهم.
الثامن: أنهُ سبحانهُ جعل شهادتهُم حُجةً على المُنكرين ، فهم بمنزلة أدلته وآياته وبراهينهِ الدالة على توحيدهِ.
التاسع : أنهُ سبحانهُ أفرد الفعل المتضمن لهذه الشهادة الصادرة منه ومن ملائكته ومنهم ، ولم يعطف شهادتهم بفعل آخر على شهادته ، وهذا يدل على شدة ارتباط شهادتهم بشهادتهِ ، فكأنهُ سبحانهُ شهد لنفسهِ بالتوحيد على ألسنتهم ، وأنطقهم بهذه الشهادة ، فكان هو الشاهد بها لنفسهِ إقامةً وإنطاقاً وتعليماً ، وهم الشاهدون بها له إقراراً واعترافاً وتصديقاً وإيماناً.
العاشر: أنهُ سبحانه جعلهُم مُؤدين لحقهِ عند عباده بهذه الشهادة ، فإذا أدوها فقد أدوا الحق المشهود به ، فثبت الحق المشهودُ به ، فوجب على الخلق الإقرارُ به ، وكان ذلك غاية سعادتهم في معاشهم ومعادهم ، وكل من ناله الهدى بشهادتهم ، وأقر بهذا الحق بسبب شهادتهم ، فلهم من الأجر مثلُ أجرهِ.
وهذا فضل عظيم لا يدري قدرَهُ إلا الله ، وكذلك كل من شهد بها عن شهادتهم فلهُم من الأجر مثلُ أجرهِ أيضاً)) (2) . ((وقال في شرف العلم لنبيه -صلى الله عليه وسلم - : (وقل ربِّ زِدني عِلمَاً ) ، فلو كان شئ أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم )) (3) (( وكفى بهذا شرفاً للعلم أن أمر نبه أن يسأله المزيد منه )) (4) (( وقال قتادة : لو كان أحد يكتفي من العلم بشئ لاكتفى موسى -عليه السلام - ، ولكنه قال : (هل أتبعُكَ على أن تعلمَني مما عُلِّمتَ رُشداً )))(5) | |
|